فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المسألة الثانية:
سمى النافعة رياحًا والضارة ريحًا لوجوه أحدها: النافعة كثيرة الأنواع كثيرة الأفراد فجمعها، فإن كل يوم وليلة تهب نفحات من الرياح النافعة، ولا تهب الريح الضارة في أعوام، بل الضارة في الغالب لا تهب في الدهور الثاني: هو أن النافعة لا تكون إلا رياحًا فإن ما يهب مرة واحدة لا يصلح الهواء ولا ينشىء السحاب ولا يجري السفن، وأما الضارة بنفحة واحدة تقتل كريح السموم الثالث: هو أن الريح المضرة إما أن تضر بكيفيتها أو بكميتها، أما الكيفية فهي إذا كانت حارة أو متكيفة بكيفية سم، وهذا لا يكون للريح في هبوبها وإنما يكون بسبب أن الهواء الساكن في بقعة فيها حشائش رديئة أو في موضع غائر وهو حار جدًا، أو تكون متكونة في أول تكونها كذلك وكيفما كان فتكون واحدة، لأن ذلك الهواء الساكن إذا سخن ثم ورد عليه ريح تحركه وتخرجه من ذلك المكان فتهب على مواضع كاللهيب، ثم ما يخرج بعد ذلك من ذلك المكان لا يكون حارًا ولا متكيفًا، لأن المكث الطويل شرط التكيف، ألا ترى أنك لو أدخلت إصبعك في نار وأخرجتها بسرعة لا تتأثر، والحديد إذا مكث فيها يذوب، فإذا تحرك ذلك الساكن وتفرق لا يوجد في ذلك الوقت غيره من جنسه، وأما المتولدة كذلك فنادرة وموضع ندرتها واحد.
وأما الكمية فالرياح إذا اجتمعت وصارت واحدة صارت كالخلجان، ومياه العيون إذا اجتمعت تصير نهرًا عظيمًا لا تسده السدود ولا يرده الجلمود، ولا شك أن في ذلك تكون واحدة مجتمعة من كثير، فلهذا قال في المضرة ريح وفي النافعة رياح.
ثم إنه تعالى لما علم رسوله أنواع الأدلة وأصناف الأمثلة ووعد وأوعد ولم يزدهم دعاؤه إلا فرارًا، وإنباؤه إلا كفرًا وإضرارًا، قال له: {فَإنَّكَ لاَ تُسْمعُ الموتى وَلاَ تُسْمعُ الصم الدعاء إذَا وَلَّوْا مُدْبرينَ} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
في الترتيب فنقول إرشاد الميت محال، والمحال أبعد من الممكن، ثم إرشاد الأصم صعب فإنه لا يسمع الكلام وإنما يفهم ما يفهمه بالإشارة لا غير، والإفهام بالإشارة صعب، ثم إرشاد الأعمى أيضًا صعب، فإنك إذا قلت له الطريق على يمينك يدور إلى يمينه، لكنه لا يبقى عليه بل يحيد عن قريب وإرشاد الأصم أصعب، فلهذا تكون المعاشرة مع الأعمى أسهل من المعاشرة مع الأصم الذي لا يسمع شيئًا، لأن غاية الإفهام بالكلام، فإن ما لا يفهم بالإشارة يفهم بالكلام وليس كل ما يفهم بالكلام يفهم بالإشارة، فإن المعدوم والغائب لا إشارة إليهما فقال أولا لا تسمع الموتى، ثم قال ولا الأصم ولا تهدي الأعمى الذي دون الأصم.
المسألة الثانية:
قال في الصم {إذَا وَلَّوْا مُدْبرينَ} ليكون أدخل في الامتناع، وذلك لأن الأصم وإن كان يفهم فإنما يفهم بالإشارة، فإذا ولى ولا يكون نظره إلى المشير فإنه يسمع ولا يفهم.
المسألة الثالثة:
قال في الأصم {لاَ تُسْمعُ الصم الدعاء} ولم يقل في الموتى ذلك لأن الأصم قد يسمع الصوت الهائل كصوت الرعد القوي ولكن صوت الداعي لا يبلغ ذلك الحد فقال إنك داع لست بملجىء إلى الإيمان والداعي لا يسمع الأصم الدعاء.
المسألة الرابعة:
قال: {وَمَا أَنتَ بهَادى العمى} أي ليس شغلك هداية العميان كما يقول القائل فلان ليس بشاعر وإنما ينظم بيتًا وبيتين، أي ليس شغله ذلك فقوله: {إنَّكَ لاَ تُسْمعُ الموتى} نفى ذلك عنه، وقوله: {وَمَا أَنتَ بهَادى العمى} يعني ليس شغلك ذلك، وما أرسلت له.
ثم قال تعالى: {إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} [النمل: 81] لما نفى إسماع الميت والأصم وأثبت إسماع المؤمن بآياته لزم أن يكون المؤمن حيًا سميعًا وهو كذلك لأن المؤمن ترد على قلبه أمطار البراهين فتنبت في قلبه العقائد الحقة، ويسمع زواجر الوعظ فتظهر منه الأفعال الحسنة، وهذا يدل على خلاف مذهب المعتزلة فإنهم قالوا الله يريد من الكل الإيمان، غير أن بعضهم يخالف إرادة الله، وقوله: {إن تُسْمعُ إلاَّ مَن يُؤْمنُ} دليل على أنه يؤمن فيسمعه النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب أن يفعل فهم مسلمون مطيعون كما قال تعالى عنهم: {قَالُوا سَمعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة: 285]. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله: {وَيَجْعَلُهُ كسَفًا} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: قطعًا، قاله قتادة.
الثاني: متراكمًا بعضه على بعض، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: في سماء دون سماء، قاله الضحاك.
{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ منْ خلاَله} أي من خلال السحاب. وقرأ الضحاك بن مزاحم: من خلله، وفي {الْوَدْقَ} تأويلان:
أحدهما: أنه البرق، حكاه أبو نخيلة الحماني عن أبيه.
الثاني: أنه المطر، قاله مجاهد والضحاك ومنه قول الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودْقُها ** ولا أرض أبقل إبقالها

قوله: {فَانظُرْ إلَى ءَآثار رَحْمَة اللَّه} يعني المطر.
{كَيْفَ يُحْيي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتهآ} يعني بالماء حتى أنبتت شجرًا ومرعى بعد أن كانت بالجدب مواتًا، قال عكرمة: ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة.
{إنَّ ذَلكَ لَمُحْيي الْمَوْتَى} لأن القادر على إحياء الأرض الموات قادر على إحياء الأموات استدلالًا بالشاهد على الغائب.
وتأول من تعمّق في غوامض المعاني آثار رحمة الله أنه مواعظ القرآن وحججه تحيي القلوب الغافلة.
قوله: {وَلَئنْ أَرْسَلْنَا ريحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} فيه قولان:
أحدهما: فرأوا السحاب مصفرًا، لأن السحاب إذا كان كذلك لم يمطر، حكاه علي ابن عيسى وقيل إنها الريح الدبور لأنها لا تلقح.
الثاني: فرأوا الزرع مصفرًا بعد اخضراره، قاله ابن عباس وأبو عبيدة.
{لَظَلُّوا منْ بَعْده يَكْفُرُونَ} ومعنى ظل هو أنه أوقع الفعل في صدر النهار وهو الوقت الذي فيه الظل، لأنه وقت مختص بأهم الأمور لتقديمه عن نّية من الليل. وكذلك قولهم أضحى يفعل، لكن قد يعبر بقولهم ظل يفعل عن فعل أول النهار وآخره اتساعًا لكثرة استعماله، وقلَّما يستعمل أضحى يفعل إلا في صدر النهار دون آخره.
ويحتمل {يَكْفُرُونَ} هنا وجهين:
أحدهما: يَشْكَونَ.
الثاني: يذمّون.
قوله: {فَإنَّكَ لاَ تُسْمعُ الْمَوْتَى} فيه قولان:
أحدهما: أن الموتى الكفار الذين يموتون على الكفر وهم الصم الذين تولوا عن الهدى فلم يسمعوه، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أن هذا مثل ضربه الله للكافرين كما أن الميت إذا خوطب لم يسمع والأصم إذا دعي لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع الوعظ لأن الكفر قد أماته والضلال قد أصمه.
قوله: {وَلاَ تُسْمعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إذَا وَلَّوْ مُدْبرينَ} فالأصم لا يسمع الدعاء مقبلًا ولا مدبرًا ولكن إذا دعي مقبلًا فقد يفهم الإشارة وإن لم يسمع الصوت، فإذا دعي مدبرًا فهو لا يفهم الإشارة ولا يسمع الصوت فلذلك صارت حاله مدبرًا أسوأ، فذكره بأسوأ أحواله. وقيل إنها نزلت في بني عبد الدار. اهـ.

.قال ابن عطية:

{اللَّهُ الَّذي يُرْسلُ الرّيَاحَ فَتُثيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ في السَّمَاء}.
الإثارة تحريكها من سكونها وتسييرها، وبسطه {في السماء} هو نشره في الآفاق، والكسف القطع، وقرأ جمهور القراء {كسفًا} بفتح السين، وقرأ ابن عباس {كسفًا} بسكون السين وهي قراءة الحسن وأبي جعفر والأعرج وهما بناءان للجمع كما يقال وسدْر بسكون الدال بفتح الدال وسدَر بفتح الدال، وقال مكي: من أسكن السين فمعناه يجعل السحاب قطعة واحدة، و{الودق} الماء يمطر ومنه قول الشاعر: المتقارب:
فلا مزنة ودقت ودقها ** ولا أرض أبقل إبقالها

و{خلاله} الفطور الذي بين بعضه وبعض لأنه متخلخل الأجزاء، وقرأ الجمهور {من خلاله} بكسر الخاء وألف بعد اللام جمع خلل كجبل وجبال، وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك والحسن بخلاف عنه {من خلله} وهم اسم جنس، والضمير في {خلاله} يحتمل أن يعود على السحاب ويحتمل أن يعود على الكسف في قراءة من قرأ بسكون السين، وذكر الضمير مراعاة اللفظ لا لمعنى الجمع، كما تقول هذا تمر جيد ومن الشجر الأخضر من نارًا، ومن قرأ {كسَفًا} بفتح السين فلا يعيد الضمير إلا على السحاب فقط، وقوله تعالى: {من قبله} تأكيد أفاد سرعة تقلب قلوب البشر من الإبلاس إلى الاستبشار وذلك أن قوله: {من قبل أن ينزل عليهم} يحتمل الفسحة في الزمان أي من قبل بكثير كالأيام ونحوه فجاء قوله: {من قبله} بمعنى أن ذلك متصل بالمطر فهو تأكيد مفيد، وقرأ يعقوب وعيسى وأبو عمرو بخلاف عنه {ينزل} مخففة، وقرأت عامة القراء بالتثقيل في الزاي، وقرأ ابن مسعود عليهم {لمبلسين} بسقوط {من قبله} والإبلاس الكون في حال سوء مع اليأس من زوالها، ثم عجبه يراد بها جميع الناس من أجل رحمة الله وهي المطر، وقرأ أبن كثير ونافع وأبو عمرو {أثر} بالإفراد، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {آثار} بالجمع، واختلف عن عاصم، وقرأ سالم {إلى إثْر} بكسر الهمزة وسكون الثاء، وقوله: {كيف يحيي} يحتمل أن يكون الضمير الذي في الفعل للأثر، ويحتمل أن يكون لله تعالى وهو أظهر، وقرأت فرقة {كيف تحيى} بالتاء المفتوحة {الأرضُ} بالرفع، وقرأ الجحدري وابن السميفع وأبو حيوة {تُحيي} بتاء مضمومة على أن إسناد الفعل إلى ضمير الرحمة {الأرض} نصبًا، قال أبو الفتح: قوله: {كيف تحيى} جملة منصوبة الموضع على الحال حملًا على المعنى كأنه قال محيية، وهذه الحياة والموت استعارة في القحط والإعشاب، ثم أخبر تعالى على جهة القياس والتنبيه عليه بالبعث والنشور، وقوله: {على كل شيء} عموم.
{وَلَئنْ أَرْسَلْنَا ريحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا منْ بَعْده يَكْفُرُونَ (51)}.
ثم أخبر تعالى عن حال تقلب ابن آدم في أنه بعيد الاستبشار بالمطر أن بعث الله ريحًا فاصفر بها النبات ظلوا يكفرون قلقًا منهم وقلة توكل وتسليم لله تعالى، والضمير في {رأوه} للنبات كما قلنا أو للأثر وهو حوة النبات الذي أحييت به الأرض وقال قوم هو للسحاب، وقال قوم هو للريح، وهذا كله ضعيف، واللام في {لئن} مؤذنة بمجيء القسم، وفي {لظلوا} لام القسم، وقوله: {ظلوا} فعل ماض نزله منزلة المستقبل واستنابه منابه لأن الجزاء هنا لا يكون إلا بفعل مستقبل لكن يستعمل الماضي بدل المستقبل في بعض المواضع توثيقًا لوقوعه، وقوله تعالى: {فإنك لا تسمع الموتى} الآية استعارة للكافر وقد تقدم القول على مثل هذه الآية في سورة النمل، وكلهم قرأ {ولا تُسمع} بتاء مضمومة ونصب {الصمَّ} وقرأ ابن كثير وعباس عن أبي عمرو {يَسمع} بياء مفتوحةً الصمُّ رفعًا، وقرأ الجمهور {بهادي العمي} بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحارث وأبو حيوة {بهادٍ} بالتنوين {العميَ} نصبًا، وقوله: {إن تسمع إلا من يؤمن} معناه إن تسمع إسماعًا ينفع ويجدي، وأما سماع الكفرة فغير مجد فاستويا، وقوله تعالى: {عن ضلالتهم} لما كانت الهداية تتضمن الصرف عديت ب {عن} كما تتعدى صرفت ومعنى الآية ليس في قدرتك يا محمد ولا عليك أن تهدي، وقرأ ابن أبي عبلة {من ضلالتهم}. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {يُرْسلُ الرّياح}.
وقرأ ابن مسعود، وأبو رجاء، والنخعي، وطلحة بن مصرّف، والأعمش: {يُرْسلُ الرّيح} بغير ألف.
قوله تعالى: {فتُثير سحابًا} أي: تُزعجه {فيَبْسُطُهُ} الله {في السماء كيف يشاء} إن شاء بسطه مسيرة يوم أو يومين أو أقل أو أكثر {ويجعلُه كسَفًا} أي: قطعًا متفرّقة.
والأكثرون فتحوا سين {كسَفًا} وقرأ أبو رزين، وقتادة، وابن عامر، وأبو جعفر، وابن أبي عبلة: بتسكينها؛ قال أبو علي: يمكن أن يكون مثل سدْرَة وسدَر، فيكون معنى القراءتين واحدًا {فتَرى الوَدْق يخرُج من خلاَله} وقرأ ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية: {من خَلَله} وقد شرحناه في [النور: 43] {فإذا أَصاب به} أي: بالوَدْق؛ ومعنى {يَستبشرون} يفرحون بالمطر، {وإن كانوا منْ قَبْل أن يُنَزَّل عليهم} المطر {منْ قَبْله} وفي هذا التكرير ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه للتأكيد كقوله: {فسجد الملائكة كلُّهم أجمعون} [الحجر: 30]، قاله الأخفش في آخرين.
والثاني: أن {قَبْل} الأولى للتنزيل، والثانية للمطر، قاله قطرب.
قال ابن الأنباري: والمعنى: منْ قَبْل نزول المطر، منْ قَبْل المطر، وهذا مثلما يقول القائل: آتيك من قبل أن تتكلم، من قبل أن تطمئن في مجلسك، فلا تُنكَر الإعادة، لاختلاف الشيئين.
والثالث: أن الهاء في قوله: {منْ قبْله} ترجع إلى الهُدى وإن لم يتقدَّم له ذكْر، فيكون المعنى: كانوا يقنَطنون من قبل نزول المطر، من قبل الهُدى، فلمَّا جاء الهُّدى والإسلام زال القُنوط، ذكره ابن الأنباري عن أبي عُمر الدُّوري وأبي جعفر بن قادم.
والمبلسون: الآيسون وقد سبق الكلام في هذا [الأنعام: 44].
{فانظُر إلى آثار رحمة الله} قرأ أبن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: {إلى أَثَر}.
وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: {إلى آثار} على الجمع، والمراد بالرحمة هاهنا المطر، وأثرها: النبت؛ والمعنى: انظر إلى حسن تأثيره في الأرض {كيف يُحيي الارض} أي: كيف يجعلها تُنبت بعد أن لم يكن فيها نبت.
وقرأ عثمان بن عفان، وأبو رجاء، وأبو عمران الجوني، وسليمان التيمي.
{كيف تُحْيي} بتاء مرفوعة مكسورة الياء {الأرضَ} بفتح الضاد.
قوله تعالى: {ولَئن أَرسلْنا ريحًا} أي: ريحًا باردة مُضرَّة، والريح إذا أتت على لفظ الواحد أُريدَ بها العذاب، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند هبوب الريح: «اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا» {فرأوه مُصْفَرًّا} يعني النبت، والهاء عائدة إلى الأثر.
قال الزجاج: المعنى: فرأَوُا النبت قد اصفرّ وجفَّ {لظلُّوا منْ بَعده يكفُرونَ} ومعناه: لَيَظَلُّنّ، لأن معنى الكلام الشرط والجزاء، فهم يستبشرون بالغيث، ويكفرون إذا انقطع عنهم الغيث وجفَّ النبت.
وقال غيره: المراد برحمة الله: المطر.
و{ظلُّوا} بمعنى صاروا {من بعده} أي: من بعد اصفرار النبت يجحدون ما سلف من النّعمة. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {الله الذي يُرْسلُ الرياح}.